عالم الساحرة المستديرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عالم الساحرة المستديرة

( شرفنا بانضمامك واسعدنا بمشاركاتك )


    كواسر وجوارح عالم الساحرة المستديرة

    محمد جمال الدين
    محمد جمال الدين
    Admin


    المساهمات : 8
    تاريخ التسجيل : 16/12/2010
    العمر : 24

    كواسر وجوارح عالم الساحرة المستديرة Empty كواسر وجوارح عالم الساحرة المستديرة

    مُساهمة  محمد جمال الدين الجمعة مارس 11, 2011 6:05 am

    يبدو أحياناً أن منافسات كرة القدم شبيهة بحياة البراري وعالم الأدغال الذي يحكمه قانون الغاب، حيث يتبارى الأسود ضد الثعالب تارة، بينما يتقابل الأفيال والنسور وجهاً لوجه تارة أخرى. وكما عودتنا الساحرة المستديرة على تقديم أطباق شهية لعشاقها، يكون بطلها أحياناً أرنب ماكر يهز شباك بطة لا حول لها ولا قوة، تماماً كما حصل في إحدى المباريات التي سجل فيها خافيير سافيولا، الملقب بإل كونيخو، هدفاً رائعاً في مرمى روبيرتو أبوندينزيري، الذي تطلق عليه الجماهير لقب إل باتو.

    ولكن علاقة كرة القدم مع عالم الحيوانات لا تقتصر على الألقاب فقط، بل شهدت بعضُ مباريات اللعبة الأكثر شعبية في العالم على مر تاريخها العريق عدداً من الطرائف والمواقف الساخرة التي لعبت فيها الدواب والكواسر والجوارح دور البطولة أمام حشود الجماهير التي تضيق بها جنبات الملاعب.

    وفي ما يلي، ينقلكم موقع FIFA.com في جولة لاستحضار ذكريات الساحرة المستديرة مع عالم البرية.

    كلاب مغوارة
    نبدأ هذه الرحلة من إنجلترا، مهد كرة القدم، حيث تم عرض لقب جول ريميه في ويستمينستر بمناسبة استضافة نهائيات كأس العالم 1966 FIFA، لكنه سرعان ما اختفى عن الأنظار على بعد أسابيع قليلة من انطلاق البطولة. إلا أن كلباً يُدعى بيكلز عثر على الكأس الغالية بعد أسبوع في إحدى الحدائق بلندن، ليصبح واحداً من مشاهير تلك النهائيات، على غرار لاعبي المنتخب المضيف، الذي قاده جيف هورست إلى اعتلاء منصة التتويج للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.

    وبفضل فطنته الخارقة وبصيرته العالية، توج بيكلز قصة الحب القائمة بين الإنجليز والكلاب منذ سنوات، حيث سرق كلب كل الأضواء خلال موقعة ربع النهائي في تشيلي 1962، والتي جمعت بين منتخب الأسود الثلاثة وعمالقة السيليساو، إذ تسلل بنجاح إلى أرضية المستطيل الأخضر وراح يطوف بين اللاعبين، علماً أن النجم البرازيلي جارينتشا – الملقب باطائر الصغير – حاول التصدي له مراراً وتكراراً لكن دون جدوى، قبل أن يتمكن الإنجليزي جيمي جريفز من الإنقضاض عليه مثل جارح مفترس. وقد علق الهداف المرعب على تلك اللقطة قائلاً: "لقد أحسست بمرارة كبيرة بعد ذلك، إذ لم يعد أي برازيلي يريد الإقتراب مني من شدة الهلع، وقد كان بإمكاني أن أستغل ذلك من أجل خلق العديد من فرص التسجيل."

    ولم تتوقف حكايات الإنجليز مع الكلاب عند هذا الحد، حيث كسب برين شهرة واسعة في أوساط ساكنة بلدة تركاي الواقعة في أقصى الجنوب، بعدما ساهم في إنقاذ ناديها المحلي من الهبوط إلى الدرجة السفلى. فخلال مباراة مصيرية أمام كرو أليكزاندرا، ارتمى الكلب البوليسي على جون ماكنيهول، لاعب تركاي يونايتد، وغرس أنيابه في جسده بقوة فطرحه أرضاً لتتوقف المباراة للحظات طويلة من أجل إسعاف الضحية. وقد مكن ذلك الوقت الميت فريق النوارس من ترميم صفوفه وإعادة ترتيب أوراقه قبل أن يُدرك التعادل في الوقت بدل الضائع، وهي نتيجة كانت كافية لطرد شبح الهبوط.

    حضور قوي لأصحاب الأجنحة
    مازالت سجلات أقوال نجوم كرة القدم تحتفظ بتصريح إيريك كانتونا الذي حير كل المتتبعين والمراقبين سنة 1995، حيث قال الأسطورة الفرنسي أن "طيور النورس عندما تطارد الصيادين فإنها تعتقد أنها ستنال قسطاً من أسماك السردين." ومن سبق له أن زار مرسى مدينة فيجو الأسبانية، لا بد وأنه عاين هذا المشهد عن كثب. لكن أجواء الميناء انتقلت إلى ملعب بالايدوس بمناسبة مباراة في كرة القدم بين سيلتا فيجو وريال مدريد، حيث اقتحمت طيور النورس أرضية الملعب، مما أرغم الحكم على إيقاف المواجهة في انتظار طردها من الملعب، لكن أحدها امتنع عن الرحيل فأخذ يهاجم هداف النادي الملكي فيرناندو موريانتيس دون هوادة.

    وفي إنجترا، حط طائر غريب فوق أرضية ملعب سان جيمس بارك سنة 2006 بمناسبة إجراء مباراة بين نيوكاسل وريدينج (3-2)، لكن خطوته لم تكن مدروسة بشكل جيد على ما يبدو. فقد وجد في انتظاره عشرات الآلاف من الغربان (لقب نادي المدينة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي) يتقدمهم نسر نيجيري كاسر يُدعى أوبافيمي مارتينس، والذي كان له بالمرصاد.

    ومن منا لا يتذكر ارتماءة الحارس الأسطورة سيب ماير الذي انقض على بطة أرادت التسلل إلى المرمى بينما كان أحد لاعبي بايرن ميونيخ يستعد لتنفيذ ركلة جزاء خلال المباراة التي جمعت العملاق البافاري بنادي بوخوم ضمن منافسات البوندسليجا في سبعينات القرن الماضي.

    وبينما شهدت الملاعب البرازيلية ظاهرة "كيروش كيروش" الغريبة، والتي تمثلت في هجوم مجموعة من الطيور على لاعبي الأندية المتنافسة، فإن جماهير بنفيكا البرتغالي لا يمكن أن تستغني عن كاسرها الشهير، حيث يعتبر النسر رمزاً للنادي منذ تأسيسه سنة 1904. وقبل انطلاق كل مباراة على أرضية ملعب دا لوش (الأنوار)، يطوف نسر على كل جنبات الملعب في محاولة لجلب الحظ لأبناء القلعة الحمراء.

    قطط بكل ألوان الطيف
    قام بعض من مشجعي إندبيندينتي بدفن سبع قطط سوداء في ملعب راسينغ كلوب، معتقدين أن ذلك سيجلب الشؤم للغريم الأزلي، حيث استغلوا غياب راسينج بمناسبة رحلته إلى أوروجواي لخوض نهائي كأس القارات للأندية سنة 1967 أمام سلتيك الأسكتلندي والذي انتهت نتيجته لصالح النادي الأرجنتيني. ويبدو أن فعلة المتطيرين من أنصار إندبيندينتي حققت نجاحاً باهراً، إذ لم يعد راسينج لتذوق طعم الألقاب طيلة 34 سنة، إلى أن خضع ملعبه سنة 2001 لأعمال صيانة اكتُشفت خلالها جثث القطط المسكينة قبل أن يتم انتشالها من بين الأنقاض، ليستعيد النادي بعدها حلاوة التتويج بأشهر معدودة، حيث حقق لقب البطولة الإفتتاحية.

    ومن حكايات الأموات إلى مغامرات الأحياء، حيث دخل قط رمادي اللون إلى أرضية الملعب أثناء مباراة نهائي كأس الاتحاد الأوروبي UEFA 2009 التي جمعت بين فيردر بريمن وشختار دونيتسك، بينما تسلل آخر أشقر اللون إلى المستطيل الأخضر خلال مباراة الإمارات-هندوراس ضمن نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA، في حين شق سنجاب طريقه بثبات إلى رقعة الملعب خلال مباراة أرسنال وفياريال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA 2006، أما موقعة تصفيات كأس أمم أوروبا UEFA 2008 بين فنلندا وبلجيكا، فقد تميزت بمشهد لا يقل غرابة عن سابقيه عندما حطت بومة فوق مرمى أحد الفريقين.

    وبينما كان المنتخب المغربي ينازل مضيفه الكيني ضمن تصفيات كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA، حط فجأة طائر أبو ساق فوق العشب متجولاً لبعض اللحظات، قبل أن يكمل رحلته الجوية محلقاً فوق مدرجات الملعب، في حين ظهر النمر الصغير، الذي يمثل رمز نادي أوبيليتش بلغراد، فوق ساحة الملعب على بعد لحظات من انطلاق الموقعة الأوروبية التي جمعت أبناء العاصمة الصربية ونجوم بايرن ميونيخ سنة 1999.

    وبعيداً عن عالم الطيور والثدييات، شهدت أرضية ملعب أزتيكا الشهير حالة غير مسبوقة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث توقفت مباراة المنتخب المكسيكي أمام السلفادور ضمن تصفيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA بسبب تجمع سرب من النحل حول مرمى الزوار. وقد توقف اللعب بمدة عشر دقائق في بداية الشوط الأول، قبل أن يعود الطرفان إلى التباري وتنتهي الموقعة بفوز نجوم المكسيك 4-1 ومعه بطاقة التأهل إلى أول عرس عالمي يقام على أرض أفريقية.

    ألم نقل لكم أن عجائب منافسات كرة القدم بلغت بها حد التشبيه بحياة البراري وعالم الأدغال؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:37 am